التطور المذهل في برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والزيادة المضطردة في استخدام أدواته وتطبيقاته التي دائما تكون مُحَمَّلة ببيانات كثيرة شخصية وغير شخصية وما يعترى ذلك الاستخدام من مخاوف تتعلق بإساءته لاسيما وأن البيانات الشخصية – علي وجه الخصوص – تتعلق بحقوق وحريات الأشخاص ومن ثم فإن استخدامها لابد وأن يكون بضوابط محددة ، وهو الأمر الذي اعتنت به غالبية التشريعات العربية والعالمية في أنظمتها المتعددة إذ قامت بتعريف تلك البيانات مع تحديد أنماطها المختلفة ، ثم تطرقت إلي ضوابط استخدامها وما يجب أن يكون بشأن شرعية ذلك الاستخدام ، إضافة إلي تجريم أي استخدام يغاير ذلك الاستخدام الشخصي .
ولأهمية ذلك الموضوع وحيويته كان الدافع الرئيس إلي الكتابة فيه في محاولة لإبراز أهم ملامح التشريعات الجنائية العربية والأجنبية المتعلقة بحماية البيانات الخاصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي المنتشرة والمتوقع تقدمها وانتشارها خلال الفترة المقبلة أكثر وأكثر في مختلف النواحي والمجالات -لحماية الإنسان من أي تعسف في استخدام بيانات الخاصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتعددة.