اضطراب طيف التوحد هو حالة عصبية نمائية متعددة الأوجه تؤثر على التواصل، والتفاعل الاجتماعي، والسلوك. تشكل معدلات الانتشار عالميًا تحديات متزايدة على الأسر والأطباء، الذين غالبًا ما يواجهون صعوبة في تحقيق تشخيص مبكر وموثوق. وعلى الرغم من أن طرق التقييم التقليدية تظل ذات قيمة، إلا أنها تستهلك الكثير من الموارد، وتتسم بالذاتية، ومحدودة القابلية للتوسع. وتتيح التطورات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي فرصًا جديدة لمواجهة هذه التحديات. حيث يتم تطبيق تقنيات مثل تعلم الآلة، والتعلم العميق، والتعلم المعزز، ومعالجة اللغة الطبيعية، والنهج التوليدية في الذكاء الاصطناعي لتحسين الاكتشاف المبكر، وتخصيص التدخلات، وتطوير الأدوات المساندة. وتُقدم تلك الابتكارات حلولا واعدة في دعم الأطباء والمعلمين ومقدمي الرعاية في السياقات السريرية واليومية على حد سواء. ومع ذلك، لا تزال هناك عوائق مستمرة —مثل محدودية مجموعات البيانات، والتحيز الخوارزمي، والمخاوف المتعلقة بالشفافية والخصوصية والأخلاقيات— والتي تعيق التوسع في استخدامها. سيعتمد التقدم المستقبلي على أنظمة ذكاء اصطناعي متعددة الوسائط، قابلة للتفسير، ومراعية للثقافات، ومثبتة من خلال دراسات طولية وواقعية. وتسلط هذه المراجعة الضوء على الإمكانيات والمسؤوليات المترتبة على تطبيق الذكاء الاصطناعي في رعاية مرضى التوحد، مؤكدة على أهمية التعاون بين الباحثين والممارسين والأسر لضمان الابتكار العادل والمستدام.